شبكة الصرف الصحي البسيطة

يمكن تركيب شبكات الصرف الصحي البسيطة تقريبًّا في جميع أنواع التجمُّعات، وهي مُلائمة بشكل خاص للمناطق الحضرية عالية الكثافة السكانية، والتي يصعب فيها -لمحدودية المساحة- تطبيق التقنيات الأخرى التي تتطلب مساحات واسعة نسبيًّا. ويجب وضعها في الاعتبار كخيار مُلائم في حالة وجود كثافة سُكانية كافية )حوالي 150 شخصًا لكل هكتار(وحيث يوجد مصدرٌ لإمداد المياه يُمكن الاعتماد عليه )على الأقل 60 لترًا لكل شخص فى اليوم(.

قد تكون أعمال الحَفر صعبة في حالة الأراضي الصخرية، أو التي يكون بها منسوب المياه الجوفية مرتفعًا. وتحت هذه الظروف تُصبح تَكلفة تركيب شبكات الصرف الصحي مُرتفعة عن تكلفتها في الظروف الأخرى الأكثر مُلاءمة. وعلى الرغم من ذلك، فإن شبكة الصرف الصحي البسيطة تَقِل في التكلفة عن شبكة الصرف الصحي التقليدية بمقدار 20 - 50%.

على النقيض من شبكات الصرف الصحي التقليدية التي صُممت لضمان الحد الأدنى لسرعة جريان المياه للتنظيف الذاتي، فإن تصميم شبكة الصرف الصحي البسيطة مبني على الحد الأدنى لجهد الإزالة  Tractive Tension، ويساوي 1 نيوتن/م² )1 باسكال( في حالة أعلى تدفق للمياه )تدفق الذروة( Peak Flow داخل الشبكة. ويجب ألا يقل أعلى تدفق للمياه عن 1.5 لتر/ثانية، وأقل قُطر مطلوب لأنبوب الشبكة هو 100 ملليمتر.

ويكفي عادةً الميل بمقدار 0.5%، فعلى سبيل المثال: أنبوب بقُطر 100 ملليمتر موضوع بميل 1 متر في 200 متر سوف يَخدم ما يقرب من 2800 مستخدم بتدفق لمياه الصرف بمقدار 60 لترًا لكل  شخص فى اليوم، ويُنصح باستخدام أنابيب البولي ڨينيل كلوريد PVC.

يعتمد العُمق الذي يجب وضع الأنابيب فيه بشكل رئيسي على مقدار حركة المرور، وتُعتبر التغطية النموذجية تحت الأرصفة بين 40 إلى 65 سنتيمترًا. ويمكن أن تطبق التصاميم المبسّطة -أيضًا- على أنابيب الصرف الصحي الرئيسية، كما يمكن وضعها على أعماق ضحلة، بشرط أن تُوضع بعيدًا عن حركة المرور.        

عادةً لا يوجد حاجة إلى البالوعات Manholes المُكلفة، ففي كل تقاطع أو تغيير في الاتجاه يكفي وجود غُرف تفتيش بسيطة Simple Inspection Chambers )أو بالوعات التنظيف Cleanouts.( وتُستخدم أيضًا صناديق التفتيش Inspection Boxes )بالوعات صغيرة)عند وصلات المنازل.

يُنصَح بتثبيت مصائد الشحوم في المطابخ لمنع الانسدادات، حيث تحتوي المياه الرمادية الناتجة عنها على كمية كبيرة من الزيوت والشحوم كما هو الحال فى (: تقنيات المُعالجة الأولية،.

يجب تفريغ المياه الرمادية في شبكة الصرف الصحي لضمان الحِمل الهيدروليكي المناسب، ولكن يجب منع اتصالها بشبكات مياه الأمطار؛ ومع ذلك فمن الصعب عمليًا استبعاد تدفق مياه الأمطار إلى شبكات الصرف الصحي في الأماكن التي لا يُوجد بها بدائل لصرف مياه الأمطار؛ لذلك يجب أن يَأخُذ تصميم الصرف الصحي )ومُنشأة المُعالجة( بعين الاعتبار التدفق الزائد غير المألوف الذي يمكن أن ينتج من تدفق مياه الأمطار إليه.

إذا تم تركيب الشبكات بشكل جيد، وتمت الصيانة الجيدة لها، فهي تُعتبر وسيلة آمنة وصحية لنقل مياه الصرف. ويجب تدريب المُستخدمين تدريبًا جيدًا فيما يخص المخاطر الصحية المرتبطة بإزالة الانسدادت وصيانة غرف التفتيش.  

تدريب المستخدمين وتَحَمُّلهم المسؤولية أمر ضروري؛ لضمان عدم وجود ما يعيق التدفق، ولتجنُّب الانسداد الذي قد يحدث بسبب القمامة والمواد الصُّلبة الأخرى. ويُوصَى بغسيل الأنابيب من فترة لأخرى لضمان منع الانسدادات، ويمكن أن تتم إزالة الانسدادات -عادةً- عن طريق فتح البالوعات وإدخال سلك صُلب مُقوَّى وتمريره بالدفع خلال الأنبوب. ويجب أن تُفرَّغ غُرف التفتيش بشكل دوري؛ لمنع دخول الحصى والرمال إلى النظام بكميات كبيرة. ويعتمد تشغيل النظام على تحديد المسؤوليات بشكل واضح بين الهيئة المعنية بشبكة تجميع الصرف الصحي والمجتمع. ومن المفترض أن تكون الأسر هي المسؤولة عن صيانة وحدات المُعالجة الأولية، وكذلك عن الجزء الذي يقع في الملكية المشتركة من شبكة الصرف الصحي، إلَّا إنه في الواقع العملي قد لا يكون هذا ممكنًا؛ لأن المستخدمين قد لا يكتشفون المشاكل قبل أن تصبح شديدة ومكلفة في إصلاحها. وبدلًا عن ذلك، فمن الممكن أن يتم تعيين مُقاول خاص، أو لجنة خاصة من المُستخدمين للقيام بأعمال الصيانة.