الأرض الرطبة المنشأة ذات التدفق الأفقي المغمورُ

 يُعتبر الانسداد مُشكلة شائعة، وبالتالي فإن التدفقات السائلة الداخلة المراد مُعالجتها يجب أن تُرسَّب جيدًا من خلال المُعالجة الابتدائية قبل تدفقها إلى الأرض الرطبة. هذه التقنية غير مُناسبة لمياه الصرف الصحي المنزلية غير المُعالجة)أي المياه الالسوداء(، بل إنها وسيلة مُعالجة جيدة للمُجتمعات التي لديها مُعالجة ابابتدائية )على سبيل المثال، خزَّان التحليل ( (التخمير ولكنها تتطلع إلى تحقيق تدفقات سائلة خارجة عالية الجودة.

الأرض الرطبة المُنشأة ذات التدفق الأفقي المغمور هي خيارٌ جيدٌ عندما تكون الأرض رخيصة ومُتاحة، ويُمكن أن تكون مناسبة لأجزاء صغيرة من المناطق الحضرية، وللمُجتمعات الريفية وشبه الحضرية، وذلك اعتمادًا على حجم المياه والمساحة المطلوبة لإنشاء الأراضي الرطبة. ويمكن أيضًا أن تُصمَّم للمنازل الفردية.

هذه التقنية هي أكثر مُلاءَمَةً في الأجواء الدافئة، لكن يُمكن أن تُصَمّم لتتحمل البرودة الشديدة وكذلك فترات النشاط الحيوي المُنخفض. إذا تم إعادة استخدام التدفقات السائلة الخارجة، فإن الخسائر نتيجة مُعدّلات التبخر النتحي العالية يُمكن أن تكون عيبًا لهذه التقنية، وذلك اعتمادًا على المناخ.

 يعتمد تصميم الأراضي الرطبة المُنشأة ذات التدفق الأفقي المغمور على الهدف من عملية المُعالجة وكمية وجودة التدفقات السائلة الداخلة، ويشمل القرارت حول كمية وتقسيم مسارات التدفق المُتوازية. وتُعتبر كفاءة الإزالة بالأراضي الرطبة رهينة بالمساحة السطحية )الطول مضروبًا في العرض(، في حين أن مساحة المقطع العرضي)العرض مضروبًا في العُمق( تُحدِّد أقصى تدفق يمكن استعيابه. بشكل عام، فإنّ المساحة السطحية المطلوبة لكل فرد مكافئ تقدر بحوالي 5 إلى 10 متر مربع.

المُعالجة الأولية والابتدائية ضروريتان لمنع الانسدادات، ولضمان المُعالجة الفعَّالة. ويُمكن تهوية التدفقات السائلة الداخلة المراد مُعالجتها عن طريق تدفقها عبر شلال صغير)من مادة المُرشِّح( لدعم العمليات المُعتمدة على الأكسجين، مثل اختزال الاحتياج الحيوي للأكسجين BOD وعملية النترجة )أكسدة الأمونيا.(

يجب أن يكون القاع مُبطَّنًا بطبقة عازلة غير مُنفذة مثل الطين أو التكسية الأرضية) لمَنع التسرُّب الرشح). ويجب أن يكون الحَوْض واسعًا وضحلَ العمق لزيادة التلامس بين مسار المياه المتدفقة وجذور النباتات. كما يجب عمل منطقة دخول واسعة لتوزيع التدفق بانتظام؛ حيث إن المدخل المُصمَّم جيدًا -والذي يسمح بالتوزيع المنظم- يُعتبر مهمًّا لمنع حدوث دوائر القصر Short-circuting)اختصار المياه لمسارها). ويجب أن يكون مخرج الماء متغيرًا )سهل التحكم به( بحيث يُمكن أن يتم ضبط ارتفاع سطح المياه لتحسين أداء المُعالجة.

يعد/ استخدام الحصى الصغيرة المُستديرة المُتساوية في االحجم )ذات أقطار/ تتراوح ما بين 3 إلى 32 مملليمتر( هو الأكثر/ شيوعًا لملء قاعدة الحَوْض لعمق ما بين 0.5 إلى 1 متر. وللحد من الانسدادات، يجب أن يكون الحصى نظيفًا وخاليًا من الأتربة الدقيقة. وقد تكون الرمال مقبولة أيضًا، ولكنها تكون أكثر عُرضة للانسداد من الحصى، وفي السنوات الأخيرة ظهرت مواد ترشيح بديلة مثل البولي ايثلين PET وقد تم استخدامها بنجاح. ويتم الحفاظ على منسوب المياه في الأراضي الرطبة ما بين 5 إلى 15 سنتيمتر تحت السطح لضمان التدفق االمغمور )تحت السطحي(.

أي/ نبات محلي له جذور عريضة وعميقة، ويُمكن أن ينمو في البيئة الرطبة الغنية بالمغذيات، فهو نبات مناسب. البوص (ويُعرف أيضًا بالقيصوب الجنوبي أو القيصوب الأسترالي أو الغاب أو البَردي) هو خيار شائع؛ لأنه يُكوِّن جذورًا أفقية)ريزومات( يُمكنها اختراق عُمق المُرشِّح بالكامل.

تتم إزالة مُسببات الأمراض من المياه عن طريق التحلل الطبيعي، والاستهلاك بواسطة الكائنات الحية الأكبر، والترشيح. وحيث إن تدفق الماء يكون تحت السطح، فإنه يُقلّل أي تلامسٍ بين مُسبباتِ الأمراض والبشر أوالأحياء البرية إلى أدنى حد مُمكن. بما أنه لا توجد مياهٌ راكدة فإن خطر تكاثر البعوض يُعتبر قليلًا مُقارنةً بالأراضي الرطبة المُنشأة ذات التدفق الالسطحي . والأراضي الرطبة/يكون لها مظهر جمالي، ويُمكن دمجها في المناطق البرية أو الحدائق.

 خلال موسم النمو الأول للنباتات، من المُهِم إزالة الحشائش الضارة التي يُمكن أن تتنافس مع نباتات الأراضي الرطبة المزروعة. مع مرور الوقت، سيتم  انسداد المسافات البينية بين الحصى بالمواد الصلبة المُتراكمة، وطبقة الغشاء البكتيري Bacterial film. تتطلب مواد المُرشِّح التي في منطقة المدخل أن يتم استبدالها كل 10 سنوات أو أكثر. ويجب أن تُركز أعمال الصيانة على ضمان أن تكون المُعالجة الابتدائية فعَّالة في خفض تركيز المواد الصلبة في مياه الصرف قبل أن تدخل الأرض الرطبة. كما يجب أن تضمن عملية الصيانة عدم نمو الأشجار في المنطقة المحيطة، حيث يُمكن للجذور أن تُلحق الضرر بالبطانة.