تصميم البرامج والمشاريع

المقدمة:

ويعرف البرنامج على انة  مجموعة من المشاريع التي تشكلت في مجموعة متناسقة من العمل، يكون فيها المشروع مخصصا لإنتاج مجموعة من النواتج في إطار زمني محدد، وقيود التكلفة والجودة (METHOD123 2003). تعتبر مشاريع البرنامج المختلفة مكملة ومساعدة له على تحقيق أهدافه العامة.وتنقسم البرامج إلى  مراحل، كما أن فائدة البرنامج هي مجموع فوائد جميع المشاريع (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي نيويورك) وتختلف البرامج والمشاريع عن الأنشطة التشغيلية التجارية العادية لأنها (METHOD123 2003):

• مميزة في خصائصها ، ولا تحتوى على عمليات متكررة.

• لديها خطة زمنية محددة، مع وجود تواريخ بدء وانتهاء محددة لتلبية متطلبات المستفيدين أو الهئيات المانحة.
• تمتلك ميزانية مخصصة، ينبغي إنفاقها على إنجاز النتائج.
• لديها موارد محدودة، مثل العمالة والمواد والمعدات.
• بها خطورة حيث أن هناك نوع من عدم اليقين عما إذا كان سيتم تحقيق الأهداف.

يعتبر التصميم والتخطيط مهم للمشاريع والبرامج على حد سواء. وهو يشير إلى "عملية تحديد الأهداف، ووضع الاستراتيجيات، وتحديد ترتيبات التنفيذ وتخصيص الموارد لتحقيق تلك الأهداف" (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2009). هناك عدة مناهج لتصميم البرامج والمشاريع. وأكثر الأدوات استخدامًا هي منهجية إدارة دورة المشروع والإطار المنطقي (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي). تشكل مرحلة التصميم نقطة الانطلاق لدورة المشروع لأنها توفر هيكل ما ينبغي تحقيقه، وكيفية تنفيذه، وكيفية التحقق من التقدم المحرز. لذا فإن التصميم هو أهم مرحلة، وستؤثر جودته على المراحل التالية في دورة المشروع (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2009). علاوة على ذلك، فإن تصميم برنامج أو مشروع وجميع عناصره يحتاج إلى مقترح، وهو بالتالي مهم للغاية لطلب المساعدة المالية (هارفي وآخرون 2002).

وفقًا لـ ( THOMET  VOZZA 2010) يمكن تقسيم مرحلة التصميم إلى أربع خطوات متتابعة . يساعد اتباع هذه الخطوات على تصميم برنامج جيد وبسيط  و يمكن أن يظهر ذلك فى مقترح المشروع .

الخطوة 1) تحديد البرنامج: إن عملية التحديد هي عملية تشاورية تشاركية تحلل الوضع القائم وخصوصًا المشاكل.

الخطوة 2) صياغة البرنامج: استنادًا إلى تحليل الوضع القئم ، ينبغي أن تضع صياغة البرنامج أهدافًا ملموسة لتحقيق الخطوط العريضة للإجراءات الواجب اتخاذها والموارد اللازمة.

الخطوة 3) تخطيط التنفيذ ووضع الميزانية: ستصاغ خطة للتنفيذ استنادًا إلى الإطار المنطقي من أجل وضع خطة عمل وميزانية على أساس النتائج. 

الخطوة 4) تخطيط المراقبة والتقييم: سيجري تخطيط نظام المراقبة والتقييم وإدراجه في الميزانية.

خطوات تصميم البرنامج. المصدر: THOMET  VOZZA 2010.

تشتمل النقاط الرئيسية التي يتعين النظر فيها خلال مرحلة تصميم البرامج والمشاريع بأكملها على ما يلي (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2009):

•   ينبغي أن يركز التخطيط على نتائج التنمية والتغيرات الحقيقية فيها.
• يجب أن ينظر إلى التخطيط دائمًا على أنه عملية تكون الخطة الفعلية فيها منتجًا واحدًا فقط.
• لا بد أن تكون عملية التخطيط قائمة على المشاركة ومفتوحة، وأن تشجع على الصراحة والإبداع والابتكار.
• يجب أن يسترشد التخطيط بالمبادئ الأساسية للفعالية الإنمائية. ولا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى وضع خطة محايدة أو عامة بل يجب أن تستند إلى الدروس المستفادة من البرمجة الإنمائية.
• وأهم نتائج عملية التخطيط هي: وضوح الأهداف والرؤية المستقبلية؛ والالتزام ودافعية الأشخاص المعنيين؛ ووضوح عملية تنفيذ الخطة وإدارتها.

يبدأ كل برنامج ومشروع بتحليل الوضع. إن الغرض من هذا التحليل هو تحديد احتياجات ومصالح وأولويات وموارد الأشخاص المعنيين التي قد تؤثر على المشروع وربما يتأثر بها، وتقييم الإمكانيات المختلفة لتحسين الوضع. ويتوقف نطاق دراسات الخلفية على تعقيد القضايا التي يجري تناولها، وتوافر المعلومات (THOMET و VOZZA 2010).

تحليل المشكلة يوجه التخطيط. يشكل هذا التحليل نقطة تحقق في علاقة التدخل؛ إما بتبريرها أو إثبات أنها غير ضرورية أو مستحيلة (HARVEY وآخرون 2002). إن تحديد المشكلات هو الأكثر موثوقية عندما يتم تنفيذه بطريقة تشاركية (وتشمل المنهجيات التشاركية مجموعات النقاش البؤرية، والمشكلة وترتيب الأولويات، والمقابلات شبه المنظمة، ورسم الخرائط التشاركية). ومن المهم أن يأخذ المخططون في اعتبارهم المجموعات المختلفة، وأن يأخذوا في الاعتبار كلًا من المشاكل العامة والمجموعات الخاصة. كما ينبغي أن يعالج الأشخاص المعنيين قضايا مثل سبب حدوث المشاكل وسبب استمرارها. وتعد المناقشة المشتركة لهذه القضايا محفلًا قيمًا لأجل التعلم كما يمكن أن تقدم معلومات حيوية. عند صياغة المشكلة، حدد بوضوح (NEBIU 2002):

• مكان المشكلة
• الأسباب
• النتائج
• الحجم (عدد او النسب المئوية  للأشخاص المتضررين)
• تاثير المشكلة على المشاكل الأخرى

المشكلة، أو الوضع السلبي غير المرغوب فيه، يمكن رسمها  مع جذورها الرئيسية، والأسباب والنتائج، وذلك باستخدام شجرة المشكلة. تساعد شجرة المشاكل مخططي البرامج على مواكبة المشكلة الجوهرية في شجرة المشاكل وتحويلها إلى بيان إيجابي مع أهداف واضحة وقابلة للإدارة على شجرة الهدف (UNDP 2009).

وبمجرد الانتهاء من شجرة الاهداف ، يتم اختيار استراتيجية المشروع، وهي الخطوة الأخيرة في تحليل الوضع. ويعني ذلك اختيار الاستراتيجية التي ستستخدم لتحقيق الأهداف المنشودة. وهي تنطوي على تحديد الأهداف التي سيتم تضمينها في البرنامج أو المشروع وما هي الأهداف التي ستبقى خارجه (THOMET  VOZZA 2010).

تستند خطوة الصياغة إلى الفهم المكتسب أثناء تحليل الوضع، وتهدف إلى صياغة أفضل طريقة  ممكنة لمعالجة المشكلة الأساسية التي تؤثر على المجموعة المستهدفة (THOMET VOZZA 2010).

وقد ثبت أن الإطار المنطقي هو الأداة الأكثر فائدة وفعالية لصياغة المشروع والهيكل المقترح له (هارفى وآخرون 2002). وتمثل مخرجات الأشخاص المعنيين والمشاكل والتحليلات الموضوعية والبديلة المكونات الأساسية لإطار البرنامج، وتسمى مصفوفة الإطار المنطقي (أو الإطار المنطقي). وبمجرد الانتهاء من ذلك سوف يظهر بطريقة واضحة ومنظمة ما يجب تحقيقه وكيف ومع أي من الموارد الموارد، وفي أي إطار زمني سيتم ذلك (تخطيط التنفيذ). وإذا تم تنفيذ هذه السلسلة من العمليات بنجاح، سنصل إلى الوضع المطلوب (THOMET  VOZZA 2010).

وينظم الإطار المنطقي جميع العناصر الرئيسية للشجرة الاهداف ، بما في ذلك الأهداف والمخرجات والأنشطة والمؤشرات والافتراضات: 

من شجرة الاهداف إلى الإطار منطقي. المصدر: THOMET  VOZZA 2010.

ويتطلب تصميم المشروع خ طة تنفذية أو خطة عمل للأنشطة المدرجة في الإطار المنطقي.وتبين خطة العمل أن المشروع ممكن من حيث المسؤوليات والجدول الزمني والموارد. كما تشكل عنصرًا رئيسياً في اقتراح المشروع. وتعد الأساس لمراقبة عمليات المشروع (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي).

وتتألف خطة العمل من المصفوفات الأربع التالية (هارفى  وآخرون 2002):

• مصفوفة توزيع العمل، وهي خطة نشاط بسيطة  تعرض مخرجات البرنامج المرغوبة وجميع الأنشطة اللازمة لتحقيق هذه النواتج.
• مصفوفة مسؤولية ، وهي تحدد المسؤول عن كل نشاط.
• وينبغي أن يستخدم عمومًا جدول زمني للأنشطة، يسمى أيضا " مخطط جانت" ، لعرض ترتيب ومدة أنشطة البرنامج المحددة في خطة النشاط.
• خطة الموارد (المدخلات)، التي تحدد احتياجات الموظفين والمعدات والمواد وإعداد الميزانية، مما يوضح تكلفة الموارد اللازمة.

خطة العمل هي الأداة الرئيسية لتسهيل إدارة المشروع، وبالتالي ضمان نجاح تنفيذ المشروع.