إعداد المواد الاعلامية والتثقيفية

ما أهمية تطوير المادة التثقيفية ؟

بصفة أساسية تستخدم فى إثراء عملية التعلم الأفقى داخل  المجموعات او المجتمع ، إذ تكون المادة التثقيفية طريقة لمشاركة المعلومات المفيدة  في أشكال مناسبة ومثيرة للاهتمام وفي الوقت المناسب تمكن من الوصول إلى أولئك الأشخاص ولتلك الجماعات التى يمكنها استغلال تلك المادة  على الوجة الافضل .بامكان المادة التثقيفية أن تنهض بالوعى آخذةً فى الاعتبار في مراحلها الاولى المشكلات القائمة من حيث طبيعتها ومستوى خطورتها ، قبل البدء فى عملية التعلم  ذاتها ، ومن ثم تمكننا في مرحلة لاحقة من معرفة المعلومات الهامة والضرورية اللازمة والتى يتعين مراعاتها فى الحلول والخيارات الفنية ، كذلك الإلمام بالمعلومات الهامة  الحاسمة عند بناء  وتاسيس الحلول  المختاره والتوصيات الملائمة الخاصة بالتشغيل والاستخدام والصيانة.

لو لم تصل الرسالة التثقيفية للجمهور المستهدف فى الوقت المناسب ، فإن أية معلومات خارجية يمكن أن تعيق استمرارية عملية التعلم مؤثرة عليها بالسلب ،  وتعيق تحقيق نتائج البرنامج . ولأن اختلاف الناس يؤدى إلى تباين فى فهم الأمور ، لذا فمن المهم إدخال المعلومات بصورة تزامنية ومنتظمة ، فبينما تكون المادة التثقيفية ( مثل الملصقات والنشرات ( المطويات )) المخصصة والموجهة للتداول العام بين قطاع واسع من الجمهور، إلا أن المواد التثقيفية الأخرى المتضمنة لمعلومات فنية تفصيلية تكون موجهة لمجموعة محددة بعينها ( مثل لجنة المياه والصرف – أو الاتحاد الأعلى للمعلمين)، أو قد تكون موجهة للمسؤولين عن آداء مهام محددة ( مثل السباكين والمهنيين المسئولين عن التركيب والصيانة ) بهذه الطريقة فإن متلقيي المعلومات سيشرعون فى تطبيقها مباشرةً أو القيام بنشرها ونقلها للاخرين موضحين لهم خطوات تعليمها وتمريرها للاخرين .

ورقة  تثقيفية تم وضعها خارج مرحاض جديد ، مصحوبة برسم بيانى باللغة الانجليزية على اليسار ، وباللغة المنغولية على اليمين ، المصدر:CONRADIN 2007

إعداد مادة تثقيفية فعالة بصفة عامة هى عملية تكوين فريق متعدد التخصصات إذ تتطلب تلك المادة مهارات وخبرات متنوعة  لديهم القدرة على فهم واضح للقضايا الاجتماعية والفنية . علاوة على ذلك فإن الاضطلاع بتلك المهمة أيضًا يتطلب الشخص القادر على الإدارة والحفاظ على  الرؤية الاساسية خلف كلا من النص المكتوب والرسم الإيضاحى والدمج بينهما ، ففى الكثير من المواد التثقيفية عليك القيام بالتنسيق بين أكثر من منظور وبين أشخاص كثيرين مشاركين فى نفس العملية ويتنوعون ما بين كتاب ومصممين وفنانين وناشرين ، وبالطبع يجب أن يكون المجتمع المستهدف (مستخدمى ومتلقى تلك المعلومات ) فى بؤرة التركيز داخل تلك العملية ، إذ أنك داخل عملية الانتاج والتطوير تلك تتعامل مع مطالبهم الضمنية والمُعلنة ومن ثم عليك أن تقدم المضمون الإعلامى الملائم الذى يسمح بتقديم عملية تطوير تشاركية محورها المتعلم نفسه.

بمجرد الانتهاء من تحديد المشكلة أو الموضوع والتقدير السليم للاحتياجات والمعلومات ، يمكن البدء فى تخطيط عملية إنتاج المادة المطلوبة للبرنامج . إن كلا من اللغة المكتوبة والمصورة للمادة ينبغى أن يخضعا لمراجعة تعكس السياق الذى يحياه مستخدمى المادة التثقيفية التى تقوم بإعدادها ، فمن المهم جدا أن تراعى الرسوم التوضيحية والبيانية و الخصائص الثقافية والدينية للمكان الذى سيتم فيه نشر واستخدام تلك المادة بما فى ذلك عادات الملبس والنمط الحياتى والمعيشى وكذلك الطبيعة الجغرافية والنمط الهندسى والتضاريسى للأرض.

هذا المنشور التثقيفي صُمم خصيصًا لمنغوليا (الهندسة،الأرض،الشعب..) كانت هناك نسخة ايضا باللغة المنغولية المصدر:  (CONRADIN (2007

الاعتماد على الجمهور المستهدف من الناضجين والأطفال كأحد عناصر التواصل الرئيسية والتى منها على سبيل المثال استخدام اللغة العامية  فى مقابل استخدام اللغة المهنية الفنية المتخصصة . فى المناطق التى يجهل فيها الناس القراءة والكتابة ، سيكون من الضرورى الإعداد للمادة التثقيفية والمعلوماتية والتدريبية المناسبة للسياق اللغوى والثقافى والاعتماد اكثر على المزيد من الصورالتوضيحية الواضحة. حتى مستويات الإلمام البصرى والتعليم للشعوب يمكن أن تختلف وتتنوع طبقا للصورة الذهنية السابقة التى تكونت لديهم خلال التواصل المرئى الذى تعرضوا له من قبل، لذلك عليك التأكد من انهم قادرين فعلاً على قراءة وفهم الصورة التى ستقدمها لهم ، خاصة مع اللذين لم يعتادوا رؤية الصور المحفزة للأذهان . ولكى تكون قادرًا على تطبيق واستخدام مادتك التثقيفية والتأثير من خلالها ، قد يكون من المفيد أن تطور تلك المادة بحيث لا تكون متعلقة فقط بمنطقة معينة ، وذلك عن طريق تحديد الصور و"الأنماط" التى يمكن استخدامها عالميًا بشكل فعال و تلك التى يمكن استخدامها فى عدد من المناطق المتشابهة الخصائص مثل الحضر والريف ...إلخ.

يجب ان يؤخذ فى عين الأعتبار أيضًا الجزء المتعلق بالإرشادات حول كيفية استخدام تلك المادة عندما يكون مصاحبًا للمادة ( الجمهور المقترح استهدافه ،كيف، متى، أين ستعرض وتوزع ...إلخ) يجب ان يُراعى قدر من الاختلاف إن كانت المادة وما تتضمنه من معلومات سيتم توجيههما إلى أشخاص فنيين كأولئك المكلفين بمهام معينة تتعلق بعملية التشييد والصيانة لأنظمة المياه والصرف الصحى . رغم أنه قليلاً ما يُلتفت لتلك النقطة إلا انه قد يكون مجديًا القيام بنوع من الاحتياط للحفاظ على والتحكم فى استمرارية جدوى تلك المواد التثقيفية ومن ذلك على سبيل المثال :  نموذج تقيم لردود الافعال عن طريق البريد الإلكترونى أو الموقع وكلاهما يمكن أن يسهل من عملية التقييم على المدى البعيد وكذلك عملية تقدير الميزانية.

ولأغراض الميزانية، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار عملية الطباعة وكمية  الطباعة بما فى ذلك الألوان المستخدمة وجودة الطباعة نفسها ...إلخ )، وهل  ستعرض المادة للبيع أم سيتم توزيعها مجانًا . وهل من السهل إعادة إنتاجها على المستوى المحلى، وإن كانت المادة التثقيفية جزء من برنامج محلى فإن طباعة الاستنسيل (لوحات مفرغة للطباعة من خلالها ) أو الشاشات قد تكون سبيلاً لتضمين وجهة نظر السكان المحليين، على الاقل ، فى تصميم المادة والمدى المتوقع للتوسع فيها وانتشارها.

1.   تطوير  مفهوم المشروع بأكمله وجدوله الزمني وميزانيته
2.   تحديد  الكاتب ( او الكتاب المؤلفين)  للنص و الفنان (او الفنانين المصمميين)  للرسومات ، الرسوم التوضيحية أو غيرها من الاشكال.
3.   اتخاذ قرار بشأن الشكل و الصيغة الرقمية للمفهوم مقترنا ًبالنص (الحصول على رسائل صحيحة) والرسومات.
4.   مشاركة مسودات مع فريق العمل الخاص بك
5.   اختبار ميداني للمواد لمعرفة كيفية تفاعل المستخدمين مع  الرسائل والمرئيات
6.  إدراج ردود فعل المجموعات و المستخدمين في المسودة النهائية بما في ذلك التصميم الرسومي.
7.   وجود نسخ تجريبية  منقحة، الطبعة النهائية والتوزيع.

الملصقات والنشرات ( المطويات ) : ذات صور مرئية لافتة للانتباه والرسائل الاستفزازية المُوجهة، يمكن اظهارها علناً في الداخل أو في الخارج  لقطاع واسع من  الجماهير.

 المطويات  والكتيبات و الرسائل الاخبارية   كتيبات الحدود القياسية المسموحة و تعليمات التشغيل : على الرغم من أنها تستغرق وقتا طويلا  في الإنتاج والتوزيع، إلا أن استخدام الكلمات المكتوبة والصور تساعد على التواصل بشكل مستمر.

وسائل الإعلام - الصحف الراديو و الفيديو والتلفزيون الانترنت : الاستفادة من وسائط الإعلام على نشر المعلومات والآراء والاهتمامات للجمهور بشكل أوسع والتأثير على الناس في صنع القرارات والمواقف. فهي تصل إلى جماهير كبيرة جدا و هي وسيلة فعالة للنشر على نطاق واسع. يستخدم اليوم الإنترنت في العمليات التشاركية و تساعد على ربط المشاركين من مناطق أو بلدان مختلفة، و يساعد في تبادل المعلومات و توزيع المواد التعليمية(PRACTICAL ACTION 2007)

من المفيد  ان يتم التمييز بين مواد تثقفية تعليمية بحتة ( مُوجهة)  والمواد التي هي المصممة خصيصاً لتشجيع عمليات التعلم الأفقية التشاركية. هذه الأدوات الأخيرة بشكل عام خالية من الرسائل الثابتة بل  تدعم مشاركات المجموعة ،التحليل ،التخطيط، تطوير التنظيم، التفاوض ومهارات حل المشاكل. كما أنها تساعد في إقامة علاقات تتسم بالثقة. المواد المعبرة مثل الصور الفوتوغرافية  تساعد على دعم توصيف الحالة من خلال جلسات تشاركية. هذة النوعية من الأدوات تستخدم عادة لمعالجة المشاكل مع تقديم الحلول الابداعية.

كما ذُكر أعلاه، تكون المواد التثقيفية أكثر فعالية عندما تكون مصممة لتدعم و لتنسجم مع - بدلاً من ان تكون بديلاً - عمليات التنمية التشاركية الحقيقية.

الاتجاهات  التشاركية تغطي مجموعة واسعة من الأدوات والمنهجيات التي لها سمة مشتركة واحدة: جميعها تحاول  فعلياً إشراك "الجمهور" واعطائهم  حصة من نتاج العملية مع القدرة على تحديد اتجاه العمل. معظم المنهجيات التشاركية تعمل من خلال مجموعة من الناس، على سبيل المثال، الفصول المدرسية، مجموعات المعلمين أو المجموعات الأخرى. مثال على البرنامج الذي يطبق الآن في عدة بلدان أفريقية هي نهج التغيير التشاركي في عادات النظافة والصحة العامة (PHAST) . يوضح PHASTتمكين الأعضاء من تقييم قاعدة المعرفة الخاصة بهم، وتفهم البيئة المحلية وتصور سيناريو المستقبل لمجتمعهم (SCHAAP & VAN STEENBERGEN 2001)